Omrane

 آخر الأحداث والمستجدات 

لأول مرة في تاريخ المدينة نقطة بمجلس جماعة مكناس لدعم احتفالات عيد المولد النبوي الشريف !!! أين التنمية؟

لأول مرة في تاريخ المدينة نقطة بمجلس جماعة مكناس لدعم احتفالات عيد المولد النبوي الشريف !!! أين التنمية؟

لا أحد ينكر أن دعم جمعيات المجتمع المدني من المال العام يحمل القاعدة الدستورية والمؤسساتية، لكنا قد ننكر التمييز بين الجمعيات في نيل حصص الدعم ورعاية مشاريعها من طرف مجلس جماعة مكناس وغيره. نعم، لنا عدة ملاحظات ذات قيمة توجيهية في جدول نقاط أعمال الدورة العادية ليوم: 7 أكتوبر 2025. وهذه الملاحظات قد تشير حتما إلى ضرورة مراعاة وجه الإنصاف والعدالة في الإدارية في دعم الجمعيات على قدم المساواة لا على وجه التفضيل والإسقاطات.

 

ففي النقطة (15) والتي تشير إلى:" الدراسة والموافقة على اتفاقية شراكة بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل - قطاع الثقافة- ومجلس عمالة مكناس، ومجلس جماعة مكناس والجمعية الإسماعيلية الكبرى بمكناس من أجل المساهمة في احتفالات عيد المولد النبوي الشريف".

 

ليعلم الجميع وبدون مزايدات فضفاضة آتية من مدينة المتناقضات، أننا لسنا ضد نيل الجمعية الإسماعيلية الكبرى بمكناس لهذا التمييز الإيجابي (الملعقة الذهبية) وبالتخصيص من بين جمعيات مكناس. لسنا ضد الدعم التفضيلي لهذه الجمعية فتاريخها وأنشطتها تسجل بمداد فخر وذهب وبالسبق، ولكنا بحق نكون ضد التمييز الفوضوي بين جمعيات المجتمع المدني بمكناس، وممارسة سياسة الإقصاء والاستئصال (الكيل بمكيالين أو أكثر !!!)، وصناعة ألوية جمعوية تكون لها اليد العليا في تدبير المشاريع الجمعوية ذات الامتياز بمدينة مكناس (أنا وحدي نشط المدينة !!!).

 

فمن رأفة الدعم المؤسساتي أولوية دعم الجمعيات الصغرى في مشاريعها التي ترتبط بالأصل بمشاريع القرب والتوعية وصناعة (المواطن الصالح). فالجمعيات الكبرى ذات المنفعة العامة عندها ما يكفيها من بوابات نيل الدعم والمساندة !!! لنرجع حتما إلى أنشطة ومهرجانات ومواسم سنة (2025) فإن جازت لنا التسمية الثقافية فإننا نقول:" بأنها سنة عيساوة بمكناس" !!! هنا الملاحظة البديهية التي نرتكز عليها في هذه السنة تلك (التخمة المفرطة) في تقديم الموروث التقليدي للموسيقى العيساوية بمكناس، حتى بتنا أينما حللنا بالمدينة تصادف إعلانا للطقوس العيساوية !!! فبعد منصات مهرجان عيساوة  "مقامات وإيقاعات عالمية" في دورته الخامسة (5) مكناس، والذي كان له فيض الدعم والمساندة الجهوية والمحلية !!! دخلنا من الباب الكبير لموسم الشيخ الكامل (ذكرى المولد النبوي الشريف) والطقوس العيساوية المليحة والمستوحاة من التقاليد البسيطة، والعادات المليحة المستديمة، ومن (مقدمين) شربوا نخب الموسيقى العيساوية الأصيلة. ثم انتقلت المدينة إلى عادات تستهلك الفن العيساوي بطريقة سمجة في المقاهي وقاعات الحفلات والاستعراضات (الزنقوية) و"شَدِ  بَنْدِيرْ وَقُولْ أنا عيساوي وامقدم"!!! فالتاريخ اللامادي للفن العيساوي يقتضي منَّا إعادة الإحياء والتوظيف بطريقة تضمن الكرامة والموثوقية للفن العيساوي الأصيل والرزين لا الهجين.

 

ومن سوء تدبير لوحات الفن التقليدي العيساوي حين تساءل أحد زائري المدينة موسم هذا الصيف، بسؤال استنكاري، ويحمل نوعا من فطنة نزق الشباب، ومن التنقيط الاستهزائي : هل التاريخ بمكناس توقف عند الموسيقى العيساوية ؟ هل مستقبل التنمية بالمدينة نتركه خلفنا، ونسترشد بالماضي في حاضرنا وندعمه بمال ما أحوجنا له في الصحة والتعليم والتشغيل ...؟

 

اليوم لا يلزمني الجواب عن هذا السؤال الذي يبخس الموروث اللامادي بمدينة السلاطين، ولكني أرى لزاما عدم (تشتيت) فرجة (الميلود) بين الفصائل والعشائر والجمعيات (المواسم/ المهرجانات/ الحفلات المؤدى عنها...)، فنحن نبقى أوفياء مع التراث الذي يحتفي بالفن والإنسان في أبسط أوجهه، وبلا (ماكياج) الموسيقى الصاخبة وتلك التوليفات الموسيقية غير المتناسقة في منصات تستهلك المال العام، وبلا أثر مرجعي غير البهرجة وصناعة النشاط والإلهاءات !!!

 

اليوم يجب أن تكون هنالك معادلة الإنصاف بين الجمعيات وبدون تمييز ولا تفضيل. فالجمعيات (الصغرى) وفي الأحياء تُقاتل كل الجهد لإحياء احتفالات تراثية (الملحون/ عيساوة/ حمادشة/ المعلمة...) ولا تنال لا رعاية ولا دعم، ولا حتى ذكر وتنويه واعتراف معنوي !!! اليوم يجب أن نفكر في مهرجان يُواكب حدث (الميلود) في موسمه وبلا (زواق) ولا (ترف وبذخ) ولا (دعوات مكهربة) !!! ولا حتى تبعات تصنيفية في ألوية التفاضلات والرضا، والامتيازات التي لا تنتهي .

 

اليوم يجب أن يكون لمكناس مهرجان (موسم) واحد ووحيد للفن العيساوي الأصيل، وبلا مظلات للدعم، وبلا تنقيط تفاضلي وخلق الفتنة بين الفرق العيساوية بالمدينة (شِي شَادْ الدَّعمْ، وشِي بَحْ حَلْقُوا وَطَيَبْ يَدِيهْ عَلَى الخَّاوِي ... وشكرا لكم على المشاركة الرمزية!!!). اليوم مكناس يجب أن تحترم علامة (اسْطُوبْ !!!) في صرف المال العام على أنشطة لا تسوق للمدينة ولا تصنع التنمية ولا فرجة العدالة !!! يجب الوقوف عند علامة (قف) حين اقتربت الانتخابات، والكل سواسية !!! اليوم يكفي المدينة من تقطيعات مزركشة و (بُوهِالية/ قَاضْية حَاجة !!!) وصناعة الاختلافات في هبات الدعم والمساندة والتي لا تخدم بتاتا التاريخ اللامادي للموسيقى التقليدية العيساوية.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : متابعة محسن الأكرمين
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2025-10-05 16:00:34

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك